المغالط، والمقصر الممخرق، إذا كان طرف القلب يلحظه بقيمته، وينظر إليه بحقيقته.
فيأَيُّها المَطْلوبُ جَاوِرْه تَمْتنعْ ... ويأَيَّها المحرومُ يَمَّمْهُ تُرْزَقِ
ثم يقول: فيأيها الخائف المطلوب، والمروع المحروب، جاور سيف الدولة تمتنع بعزه، وتأمن من المخاوف بما يمده عليك من ظله، ويأيها المحروم في قصده، والمضيق عليه في رزقه، يممه تسعد بقصده، وتتقدم المكثرين بما يشملك من فضله.
وَيَا أَجْبَنَ الفُرْسانِ صَاحِبُهُ تَجْتَريءْ ... ويا أَشْجَعَ الشُّجْعَانِ فَارِقْهُ تَفْرَقِ
ثم قال: ويا أجبن الفرسان وأضعفهم، صاحب هذا الملك تشجع نفسك، ويعظم بأسك، وينهضك سعده، ويظفرك بالأعداء جده، ويا أشجع الشجعان وأباسهم، وأشدهم وأصرمهم، فارقه يلزم الفرق طبعك، وتتداخل المخافة قلبك.
إذا سَعَتِ الأَعْدَاءُ في كَيْدِ مَجْدِه ... سَعَى مَجْدُهُ في جَدَّه سَعْيَ مُحْنقِ