الشراب المصفق، ويطربها إطراب البابلي المعتق.
إذا ما لبستُ الدَّهْرَ مُسْتَمْتِعاً بِهِ ... تَخرَّقْتُ والَمْلُبوسُ لم يَتَخَرَّق
ثم قال: إذا ما لبست الدهر بطول صحبتي له، واشتملت بكثرة تصرفي فيه، بليت
قبل أن أبلي ما ألبسه، وفنيت قبل أن أفني من أصحبه، وهكذا الدهر يبلي من لبسه، ويخلق من صحبه، وذكر اللبس والتخريق على سبيل الاستعارة، وهي من أبواب البديع.
وَلَمْ أَرَ كالأَلْحَاظِ يَوْمَ رَحِيلهمْ ... بَعَثْنِ بِكُلَّ القَتْلِ مِنْ كُلَّ مُشْفِقِ
يقول: ولم أر كالألحاظ يوم مفارقتي الذين ألفتهم، ولا كفعلها عند رحيل الذين أحببتهم، بعثت لنا القتل مع إشفاق المديرين لها، وهاجت لنا البث مع إخلاص الملاحظين بها، فأوجعت بتفتيرها غير