وكان بالحضرة قوم، زعم بعض الرواة أن ابن خالويه اللغوي كان متملكهم، فزعموا أنهم لم يفهموا مقصد أبي الطيب، وأن تعبيره قصر عن بيان ما أراده، وأنكر عليه ابن خالويه ترنج، وزعم أن المعروف أترنج، فاستشهد أبو الطيب بما رواه يعقوب من أن ترنجا وأترنجاً مقولان، ثم قال:
أَتْيتُ بِمَنْطِقِ العَربِ الأَصيلِ ... وكانَ بقَدْرِ ما عانَيْتُ قِيْلي
الأصل من كل شيء: الثابت، والقول والقيل: بمعنى واحد، وهذا مما جاء منه فعل وفعل بمعنى، وقلبت الواو ياء في قيل؛ للكسرة التي قبلها.
فيقول: أتيت بمنطق العرب الذي لا ينكر صوابه، ولا تدفع صحته،