جميع أحواله، وما يتابعه من كثرة وقائعه، ويخلده من جليل مكارمه، وظفره في جميع مقاصده؛ يحمل الزمان من ذلك ما لا يضبطه، ويكلفه ما لا يعهده، فيضيق عن فخامة قدره، ويقصر عن جلالة مجده، وكذلك تضيق الأرض عما يحملها من جيوشه، ويسير فيها من جموعه، فقد ملأ الزمان بمكارمه ومجده، وملأ السهل والجبل بكتائبه وجمعه.
فَنَحْنَ في جَذلٍ والرُّومُ في وَجَلٍ ... والبَرُّ في شُغُلٍ وَالْبَحْرُ في خَجَلِ
ثم قال: فنحن من الاعتزاز به في جذل دائم، والروم من التوقع له في وجل لازم،
والبر في شغل لتضايقه بجيشه، والبحر في خجل لتقصيره عن جوده.
مِنْ تَغْلبَ الغَالبينَ النَّاسَ مَنْصِبُهُ ... وَمِنْ عَديَّ أَعادي الجُبْنِ والبَخَلِ
المنصب: الأصل
ثم يقول: إن سيف الدولة أصله من تغلب، هذه القبيلة التي غلبت الناس بعزها، وانقادوا في الجاهلية والإسلام لأمرها، مع أنه منها،