ثم وصف موضع محبوبته من الحسن، فقال: إن ألحاظها مطاعة في الألحاظ

المعشوقة، وأنها في الحسان مالكه لا تماثل، ومقدمة لا تشاكل، وأن لمقلتيها في المقل عظيم الملك، ورفيع المنزلة والقدر.

تَشَبَّهُ الخَفراتُ الآنِساتُ بها ... في حُسْنِها فَيَنْلنَ الحُسْنَ بَالحِيَلِ

الخفرات: الحييات، والواحدة خفرة، والآنسات: الحسان الحديث، الواحدة آنسة.

ثم قال: إن الخفرات الآنسات يتشبهن بها في مشيها، ويرمن حكايتها في دلها، فيكسبهن ذلك نيل الحسن بالتحيل، والوصول إليه بالتعمل.

قَدْ ذُقْتُ شِدَّةَ أَيَّامي وّلَذَّتها ... فمَا حَصَلْتُ عَلَى صَابٍ وَلاَ عَسَل

الصاب: شجر مر

فيقول: قد ذقت شدة أيامي وصعوبتها، ولذتها ورفاهيتها، فما حصلت على صاب من مرها، ولا عسل من حلوها؛ لأن لذات الأيام ومكارهها منتقلة فانية، ومستحيلة زائلة، تتعاقب ولا تدوم، وتنتقل ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015