وَمَالي إذا مَا اشْتَقْتُ أَبْصَرتُ دُونَهُ ... تَنائفَ لا أَشْتَاقُها وسَبَاسِبا
التنائف: القفار، والسباسب: نحو ذلك.
ثم قال: ومالي إذا ما اشتقت إليه، ألفيت دونه من حجب المخافة، وعوائق المهابة، تنائف لا أشتاق مثلها، وسباسب لا أريد قطعها، وسمي تلك العوائق تنائف وسباسب، على سبيل الاستعارة، وحذف إليه من الكلام وهو ينوي ذكره، لما في الكلام من قوة الدلالة عليه.
وَقَدْ كَانَ يُدْني مَجْلسي مِنْ سَمَائهِ ... أُحَدَّثُ فِيهِ بَدْرِها وَالكَوَاكِبا
ثم قال: وقد كان قبل موجدته علي، يدني مجلسي من حضرته، التي هي السماء في رفعتها، فأحدث منه البدر بهاء وجلالة، وأحدث من جلسائه الكواكب علوا ورئاسة، وجرى على نحو ما قدمناه من الاستعارة.
حَنَانَيْكَ مَسْئُولاً وَلَبَّيْكَ دَلعياً ... وحَسْبي مَوْهوباً وحَسْبُك وَاهَبا