فيقول: واحر قلبي واحتراقه، واستحكام تهممه، بمن قلبه عني بارد لا عناية له بي، ولا إقبال له علي، ومن بجسمي وحالي من إعراضه سقم يوجب ألمهما، وشكاة تعود باختلالهما. والعرب تكني بحرارة القلب عن الاعتناء والحب، وببرده عن الإعراض والترك.

مَا لي أُكَتَّمُ حُبَّاً قَدْ بَرَى جَسَدي ... وَتَدعي حُبَّ سَيْفِ الدَّولةِ الأُممُ

المكتم: المبالغ في الكتم، وبري الجسم: إضناؤه وإنحاله.

ثم قال: ما لي أكتم من حب سيف الدولة ما يزيد مضمره على ظاهره، ومكتومه

على شاهده، والأمم تشركني في ادعاء ذلك، والتصنع به بقلوب غير خالصة، ونيات غير صادقة، فيضني جسمي، وينحله تقدمي في صدق وده، وتأخري فيما يخصني من فضله.

إنّ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبَّ لغُرَّتِهِ ... فَلَيْتَ أَنَّا بِقَدْرِ الحُبَّ نَقْتَسِمُ

ثم قال: إن كان يجمعنا حب غرته، والكلف بمودته، فليت أنا نقتسم المنازل عنده، بقدر ما نحن عليه من صحة الخالصة، وما نعتقده من المودة الصادقة، فلا يبخس المخلص حظه، ولا يبذل للمتصنع بره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015