حميد عن أنس.

وحديث عائشة ليحمل على ما روي أنها قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو شاك فصلى جالسًا وصلى وراءه قوم قيامًا فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما جعل الإِمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا" وهذا صحيح أيضًا، أخرجه البخاري (?) عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، ومسلم (?) وابن ماجه (?) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان عن هشام، وفي الباب عن أبي هُرَيْرَةَ وجابر، وابن عمر، ومعاوية.

وقوله: "فجحش شقه الأيمن" يقال: جُحِشَ فهو مجحُوش إذا أصابه مثل الخدش أو أكثر، وانسحجَ جلدُه، وفي بعض الروايات فجحشت ساقه أو كتفه.

وقوله: "إنما جعل الإِمام" أي نصب أو اتخذ أو نحوهما، ويجوز أن يريد: إنما جعل الإِمام إمامًا.

وقوله: "فصلوا جلوسًا أجمعون" هكذا رواه أكثرهم وهو تأكيد للضمير، ورواه آخرون: أجمعين على الحال.

وقوله: "وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا" قد يحتج بظاهره على أن المأموم ينبغي أن يتابع الإِمام في أفعاله، فلا يبتديء بالركوع إلا عند ابتداء الإِمام به، ولا بالرفع إلا بعد ابتداء الإِمام به، ويروى عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده لم يحن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015