وحديث محمَّد بن قيس مرسل، وكذلك رواه عبد الله بن إدريس عن ابن جريج (?)، ورواه عبد الوارث بن سعيد عن ابن جريج عن محمَّد بن قيس عن المسور بن مخرمة قال ... (?).
[وفي] (?) الأثر بعده بيان أن أهل الجاهلية كانوا يدفعون من عرفات قبل غروب الشمس، ومن المزدلفة بعد طلوع الشمس، فجاء الإِسلام بمخالفتهم وأمر بتأخير ما كانوا يقدمونه وتقديم ما كانوا يؤخرونه، وفي "الصحيح" (?) عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر -رضي الله عنه- صلى بجمعٍ الصبح، ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون: أشرق ثبير، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالفهم وأفاض قبل أن تطلع الشمس.
وقوله: "حين تكون الشمس كأنها عمائم الرجال في وجوههم قبل أن تغرب" يشير إلى دنوها من الغروب؛ لأن الشمس إذا انحطت ودنت من الأفق لم يبق شعاعها إلا على رءوس الحيطان والمواضع المرتفعة، وإذا كان الناس قيامًا بقي الشعاع في رءوسهم ووجوههم فشبهه بالعمائم البيض والتلثمّ بها، وعلى عكسه في أول الطلوع يقع الشعاع على الرءوس والمواضع المرتفعة.
وقوله: "أشرق" أي: أدخل في الشروق وهو ضوء الشمس وهو كما يقال: أجنب إذا دخل في الجنوب، وأشمل إذا دخل في الشمال،