بعد ثمان سنين"، و "على المرأة المسكينة بعد ما صلى عليها، ودفنت"، و "صلى على النجاشي، وهو بالمدينة".
قيل له: أما صلاته على النجاشي، فلم تكن بعد الدفن، ولا بعد ما صلى عليه غيره؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أخبرهم بموته في الوقت الذي مات فيه.
ولو كان صلى عليه بعد الدفن، لم يدل على ما ذكرت من وجوه:
أحدهما: أنه مات في أرض الكفر، ولم يصل عليه أحد حتى دفن، وكذلك نقول فيمن دفن قبل أن يصلى عليه.
ولأن لصلا ة النبي صلى الله عليه وسلم مزية ليست لصلاة غيره، وكان هو مخصوصًا بها؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن القبور مملوءة ظلمة حتى اصلى عليها".
فلهذه المعاني صلى على قبر النجاشي.
وأما صلاته على قتلى أحد، فكيف يحتجون بها، وهم لا يرون الصلاة على الشهيد رأسًا؟! فإن كان ذلك سنة ثابتة، فقد خالفوها؛ ولأن أحدًا لا يقول في موتانا أنه يصلى عليهم بعد ثمان سنين.
وأما صلاته على قبر المسكينة بعد ما صلى عليها أصحابه قبل الدفن،