ويحتاج أيضًا أن يكون عالمًا بوجوه القضاء، لئلا يقضي بخلاف الحق.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "القضاة ثلاثة: فواحد في الجنة، واثنان في النار، فالذي في الجنة: قاض قضى بحق.
وقاض قضى بغير الحق وهو يعلم، فهو في النار.
وقاض قضى وهو لا يعلم، فأهلك حقوق الناس، فهو في النار".
رواه الأعمش عن سعد بن عبيد ابن بريدة عن أبيه عن النبي عليه الصلاة والسلام.
مسألة: [اشتراط معرفة القاضي بالسنة والفقه]
قال: (ولا يولي صاحب رأي ليس له علم بالسنة والأحاديث، ولا صاحب حديث ليس له علم بالفقه).
وذلك لأن القول بالرأي والاجتهاد لا يصح إلا في الفروع التي ليس فيها نصوص، ومن لم يعرف السنن وأصول الأحكام المنصوص عليها، لا يدري لعله يستعمل الرأي والاجتهاد في موضع لا يسوغ ذلك فيه.
وكذلك من عرف الحديث لم يعرف الفقه: لا يجوز له القضاء، ولا الفتيا، لأن في الحديث ناسخًا ومنسوخًا، وعامًا وخاصًا، ولا يتحصل له