صلى الله عليه وسلم من القتال ما يوجب تنجيز موعود الله تعالى له. من النصرة، وشفاء صدور المؤمنين، وإذهاب غيظ قلبوهم.
ومن ادعى الصلح، فهو مخالف لمضمون هذه الآيات؛ لأن الصلح ينفي القتال والعذاب الذي وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ لأن الفريقين يكونان متساويين في عقد الصلح، ولا ينال احدهما فيه غضاضة، ولا عار ولا نصر على أصحابه، ولا شفاء صدور واحد منهما من صاحبه، والصلح إنما هو ترك لما كانوا عليه من القتال، وهدنة فيما يستقبل، ليس فيه مزية لأحد الفريقين على الآخر.
* وأيضًا: قال الله تعالى:} فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم {: فهي الله تعالى عن الصلح إذا كانوا مستعلين عليهم بالقوة والعزة.
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام كذلك في فتح مكة، فلا جائز أن يكون قد صالح مع نهي الله تعالى عن الصلح لمن كان بالوصف الذي كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام.
* ويحتمل أن يكون قول الله تعالى:} وأنتم الأعلون والله معكم {: إخبارًا منه عن حالهم، ونهاهم عن الصلح من أجل ذلك، فيكون النهي