كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة {.
وأما الغدر: فإنه وإن كان محظورًا من طريق العقل قبل السمع، فإن النبي عليه الصلاة والسلام زاده توكيدًا، لئلا يظن جوازه في أهل الحرب.
* وأما قوله عليه الصلاة والسلام في حديث بريدة: "إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال: أحدها: إعطاء الجزية": فإنه يدل على جواز أخذ الجزية من سائر مشركي العجم، لعموم اللفظ، وقد بينا ذلك فيما تقدم.
[التحول من دار الكفر إلى دار الإسلام]
قال عليه الصلاة والسلام: "فإن أجابوك إلى الإسلام فأقبل منهم، وادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك، فإن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم، فأعلمهم أنهم يكونون مثل أعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في القيء والغنيمة نصيب، إلا أن يجاهدوا":
فإن سقوط حقهم من الفيء بترك الهجرة يحتمل معنيين:
أحدهما: أن ذلك كان في وقت ما كانت الهجرة إلى المدينة فرضًا، وكذا كان يقول أبو الحسن الكرخي رحمه الله تعالى.
والثاني: أن يكون المراد الانضمام إلى جيوش المسلمين، والدخول في جملتهم، ليكونوا يدًا واحدة على أعدائهم، ويتناصروا باجتماعهم