قيل له: نحن لا نمنع الزيادة في نص القرآن بقرآن مثله، أو بخبر التواتر، وإنما أنكرناها بخبر الواحد والقياس.
فإن قيل: فكيف يجوز إثبات القرآن بخبر الواحد، وعلى أنه قد روي في حرف أبي: "فعدة من أيام أخر متتابعات"، ولم تثبتوه.
قيل له: أما حرف عبد الله، فقد كان مشهورًا متعالمًا عند أهل الكوفة في عصر أبي حنيفة، يقرؤون به، كما يقرؤون بحرف زيد.
وقد كان سعيد بن جبير يصلي بهم في شهر رمضان، فيقرأ ليلة بحرف زيد، وليلة بحرف عبد الله.
وقال إبراهيم النخعي: كانوا يعلموننا في الكتاتيب حرف عبد الله، كما يعلموننا حرف زيد.
وقال سفيان بن عيينه: كان أبي يقرئني قراءة عبد الله.
فدل على أن شهرة حرف عبد الله كانت عندهم كشهرة حروف حمزة والكسائي عندنا، وكان ذلك تواترًا عندنا، فجاز أن يثبت به القرآن.
وأما حرف أبي فكان شاذًا عندهم، غير معروف، فلم يجز من أجل