أخلي هذا الموضع من جملة من القول ينتظم عمدة الحجاج فيها، فنقول وبالله التوفيق:
إن أهل اللغة قد قالوا في أصل القرء أقوالًا، أنا ذاكرها ومعقبها بوجه دلالتها على صحة قولنا.
قال قائلون منهم: إن القرء هو الوقت.
حدثنا بذلك أبو عمر غلام ثعلب أنه كان إذا سئل عن معنى القروء، لم يزدهم على الوقت، وقد استشهد لذلك بقول الشاعر: له قروء كقروء الحائض
ويقول الأعشى: لما ضاع فيها من قروء نسائكا
فالأول عنى أن له وقتًا يهيج فيه عداوته كوقت الحائض، والثاني عنى وقت وطئه إياهن.
وقال آخر:
إذا هبت لقارئها الرياح، يعني لوقتها في الشتاء.
وقال آخرون: هو الضم والتأليف، ومنه قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع