Q متى تنطبق القاعدة على طالب العلم: من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه؟
صلى الله عليه وسلم هذه حكمة بليغة وجيدة، والواقع يدل على ذلك قديماً وحديثاً، وقد يندر نادر في التاريخ بل لا أعرف إلا مثالاً واحداً أن من طلب العلم في وقت متأخر على علماء أصغر منه سناً أو في سنه يعني: ليسوا أكبر منه إلا القليل منهم وأكثر طلبه للعلم على الكتب، ومع ذلك كثرت عنده الأخطاء رغم إمامته في الدين وذكائه وعبقريته، وهو ابن حزم رحمه الله، فإنه طلب العلم وهو كبير في السن فأخذ العلم عن الكتب وقليل طلبه على المشايخ، وهو ما ترك المشايخ لكنه قليل طلبه على المشايخ، فلذلك صار له نهج يخالف نهج سائر أئمة السلف في كثير من الأمور، وإن كان لا يعد من أئمة الضلالة لكن عنده أخطاء، خاصة في تعامله مع العلماء فتجده يعير المخالف ويلقبه بأشنع الألقاب وإن كان المخالف إماماً كبيراً من أئمة الدين، فتسلط لسانه رحمه الله على أهل العلم بسبب أنه ما تلقى العلم بأدبه ولا عن العلماء.