حكم تبديع الأئمة بالزلات

Q بعض الناس قد يقول عن فلان من الأئمة إنه من المرجئة مثل أبي حنيفة رحمه الله؟

صلى الله عليه وسلم نعم أبو حنيفة رحمه الله يقول بالإرجاء، لكنه من أسلم المرجئة وقوعاً في لوازم الإرجاء الأخرى، فهو يهتم بالعمل اهتماماً عظيماً، حتى إنه يعد من العباد الزهاد الكبار الذين يعولون على الأعمال ويجعلون لها أعظم الاعتبار في السلوك وفي العبادة، وإمامة أبي حنيفة رحمه الله في الدين وجلالته تجعلنا نعتبر قوله بالإرجاء زلة لا يُعد بها مبتدعاً؛ لأن العالم الكبير لا ينبغي أن يُبدّع بما يبدع به غيره؛ لأن ما عنده من الخير والأصول الأخرى يكون كثيراً جداً، وإذا قال بالبدعة فهو صاحب تأول يعذر به ولا يقدح في إمامته، نعم لا يقر عليه بذاته، ويقال هذه زلة، كما حدث من الحاكم النيسابوري رحمه الله، ومن عبد الرزاق بن همام رحمه الله، ومن قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله وغيرهم، فقد حدث منهم شيء من القول ببعض البدع، لكن إمامتهم وجلالتهم في الدين تجعلنا نجزم أنه ليس عن ابتداع ولا هوى، وأنه عن تأول يعذرون به، وهذه القاعدة سارية في جميع أئمة الدين، ولذلك ينبغي أن يعنت أولئك المتعجلون والمتسرعون الذين يقدحون في عقائد هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم، ومن أمثال النووي وابن حجر والبيهقي وغيرهم، فإن هؤلاء أئمة ينبغي ألا نجرؤ عليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015