قال: (والخوارج) أي: الذين يخرجون على أئمة المسلمين وجماعتهم في أي زمان، والخوارج الذين وردت فيهم النصوص على صنفين: صنف خرجوا على عهد علي رضي الله عنه، وقد ورد فيهم أحاديث تنص عليهم.
وصنف آخر هو كل من خرج على أئمة المسلمين وعلى أهل الحل والعقد فيهم، وعلى جماعتهم، ورفع السيف على المسلمين في أي زمان، فإنه يُعد من الخوارج.
ومن هذه الفئة الثانية من سيخرج في آخر الزمان، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (سيخرج أناس حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية) ثم قال في آخره: (فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن لمن قتلهم الجنة) فلذلك احتسب الصحابة قتال الخوارج عند الله عز وجل، وفرحوا عندما علموا أنهم هم الذين ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يشملهم الوعد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.