إذا نزل الله جل في علاه إلى السماء الدنيا فإنها لا تقله، ولا تظله السماء الثانية أو الثالثة أو الرابعة، وإنما ينزل الله، والسماء لا تقله ولا تظله، بل السماء أحوج ما تكون لربها جل في علاه، فهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه.
وإذا نزل فهل يخلو منه العرش أو لا يخلو منه العرش؟ في المسألة ثلاثة أقوال: القول الأول: ينزل ويخلو منه العرش.
القول الثاني: ينزل ولا يخلو منه العرش.
القول الثالث: التوقف.
والصحيح الراجح: أن نقول بالتوقف.
وإن كان وجهة نظر من قال: إنه ينزل ولا يخلو منه العرش -وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية - قول قوي جداً؛ لأنه جمع بين الآيات والأحاديث، فقال: قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، فقد علمنا أن الله استوى إلى يوم القيامة فهو مستو على عرشه سبحانه وتعالى، وقال النبي: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا).
فنعمل الدليلين: إن الله استوى على العرش، ونقول: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، ولا يخلو منه العرش، ولكن الأسلم والأحوط لنا أن نتوقف ونقول: إن ربنا استوى على العرش، وإن ربنا ينزل.
ونتوقف عن القول هل يخلو منه العرش أو لا يخلو منه العرش؟ لأن الدليل لم يأت بذلك، وهذا الكلام لم يأت به السلف، فنسكت عنه ونكف، فهذا أفضل لنا.