الأدلة على أن الموحد مآله إلى الجنة

إذاً: كل موحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان وتوفرت الشروط وانتفت الموانع فهذا مآله إلى الجنة ولو وقع في أكبر الكبائر دون الشرك، والأدلة على ذلك ما يلي: أولاً: قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] فهذه الآية فيها دلالة على أن كل فاعل كبيرة دون الشرك فهو في مشيئة الله جل في علاه، وكل ما كان في المشيئة لا يمكن أن يخلد في النار، بل هو أقرب إلى المغفرة.

وفي مسند أحمد بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله ثلاثة دواوين: ديوان لا يغفره أبداً، وديوان لا يتركه أبداً، وديوان في مشيئته) ثم بين الديوان الذي في مشيئته وهو ديوان المعاصي والكبائر وهذا إلى الله جل في علاه.

وإذا كان إلى الله فإن البشارة كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: (رحمتي سبقت غضبي) فرحمة الله أرجى لنا وأرجى لكل أحد.

ثانياً: حديث أبي ذر الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جاءني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك على قول: لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال أبو ذر -: يا رسول الله! يدخل الجنة وإن زنى وإن سرق؟! -كأنه يقول: وهذه الكبائر أين تذهب؟ - فقال: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق وعلى رغم أنف أبي ذر) أي: على رغم أنف أبي ذر أن من قال كلمة التوحيد ومات عليها فمآله إلى الجنة.

ثالثاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة).

رابعاً: حديث في السنن بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: لا إله إلا الله نفعته يوماً من الدهر)، ومعنى الحديث: أن من دخل النار بمعاصيه فإن لا إله إلا الله تخرجه من النار وتدخله الجنة.

خامساً: حديث القبضة وفيه أن الله جل في علاه يقول: (شفع الأنبياء، وشفعت الملائكة، وشفع المؤمنون، ما بقي إلا أرحم الراحمين سبحانه جل في علاه فيقبض قبضة -ما يعلم عظم هذه القبضة إلا الله جل في علاه- فيخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، ويدخله الجنة).

فكل هذه الأحاديث تثبت أن أهل القبلة من أهل الجنة بإذن الله إن لم يأت بشرك، فإن أتى بشرك فإنه يخلد في النار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015