سبب تجرؤ المبتدعة على الدين وأهله

أقول: نحن ما أتينا إلا من ضعف العلم ومن ندرة طلبة العلم، وقد اتفق القاصي والداني على ذلك، لقد عز في هذا الزمن طلبة العلم الذين يحترمون الطلب ويحترمون العلماء، ويقدرون قال الله قال رسوله، والهمة العالية قد خارت، والأفاضل الذين كانوا كواكب في سماء إسلامنا نستنير بهم قد ماتوا ومات من معهم من أصحاب الهمم العالية، بعدما مات الثلاثة الجبال الذين كانت الدنيا بأسرها تستضيء بنورهم، كأنهم الشموس، لقد مات بخاري العصر محدث الشام الألباني، ثم الشيخ ابن باز الذي جمع بين علم الفقه وعلم الحديث وقد عز صنيعه في هذا الزمان، والقوة كل القوة في الجمع بين علم الحديث وعلم الفقه، والشيخ صالح بن عثيمين الذي لم يفقه مثله أحد في نظره الدقيق وتأملاته الفقهية في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فهل لهم من خلف؟ ائتوني الآن بواحد خلف هؤلاء الثلاثة؟ لن تجد، إلا أن يشاء ربي شيئاً، وسع ربي كل شيءٍ علماً.

ولذا أقول: هذه البدعة المقيتة وهذا الترفع الضائع من هؤلاء الرويبضات؛ ما جاء إلا عند عدم وجود طلبة العلم الذين يتصدون لهذه البدع ويحافظون على دين الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015