يقول رحمه الله: (من قرأه فأعربه، فله بكل حرف عشر حسنات) ، ليس معنى (فأعربه) أن يقول: هذا مبتدأ وهذا خبر، وهذا فعل وهذا فاعل، وهذا جار وهذا مجرور، بل معنى (أعربه) : أتقن قراءته، فيكون المعنى: رتله؛ لأن قول الله تعالى: {وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4] ، قيل: الترتيل: هو أن تقرأ القرآن كما أنزل معرباً، فلا تجر المفتوح، أو ما أشبه ذلك من أنواع اللحن التي تجري بسبب ضعف اللسان، فقوله رحمه الله: فأعربه، أي: أتقن قراءته على الوجه الذي نزل به.
من قرأه، أي: القرآن، فأعربه فله بكل حرف، أي: بكل كلمة، عشر حسنات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث ابن مسعود: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (آلم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) ، قال الترمذي رحمه الله: حديث حسن صحيح.