صفة النزول

يقول رحمه الله تعالى في ذكر ما جاء في السنة من الصفات: (ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا)) ، وهذا الحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه الخبر عن صفة من صفات الله عز وجل، وهي نزوله سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، والنزول من الصفات الفعلية؛ لأنه يقع بمشيئته واختياره سبحانه وبحمده، ونزوله هو نزول حقيقي، ولا تقل: كيف ينزل؟ ولا يشكل عليك ماهية ذلك وحقيقته وكنهه، فإنك لم تكلف بذلك، وإنما كلفت بأن تؤمن بكل ما أخبر الله به عن نفسه، وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم عنه.

وتأويل النزول بغير ما دل عليه ظاهر النص كمن يقولون: تنزل رحمته، أو ينزل ملك من الملائكة، فإن هذا خطأ كبير وتحريف خطير للنص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من داع فأجيبه، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له) فهل يسوغ أن يقول هذا القول ملك من الملائكة؟

صلى الله عليه وسلم لا؛ لأنه لا يملك أن يجيب، ولا يملك أن يغفر، ولا يملك أن يعطي السائل سؤاله إلا الله جل وعلا، والرحمة لا يمكن أن تقول هذا أو أن تفعله، فهذا نزول مضاف إلى الله جل وعلا نؤمن به ونتعبد الله به، بأن نتعرض لنفحاته ورحماته في مثل هذه الساعات، وفي مثل هذه الأوقات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015