ثم ذكر التفضيل بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أفضلهن خديجة بنت خويلد -وهي أول زوجاته- وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه) ذكر المؤلف رحمه الله في المفاضلة عائشة وخديجة، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في التفضيل بين هاتين الزوجتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأما من بقي من الزوجات فإنهن لم يذكرن، أي: لم يذكر العلماء رحمهم الله التفاضل بينهن، فالخلاف في التفضيل بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو في خديجة وعائشة، وعلم بذلك أن أفضل زوجات النبي صلى اله عليه وسلم هما: خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما.
وأما أقوال العلماء: فمنهم من قال: خديجة أفضل، ومنهم من قال: عائشة أفضل، ومنهم من توقف وقال: لا نفضل، ومنهم من قال: إن خديجة أفضل من وجه وعائشة أفضل من وجه، خديجة في صدر الإسلام لما كان لها من المكانة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وإعانته وتثبيته على الرسالة، وعائشة أفضل في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان لها من حفظ الشريعة وحسن التبعل للنبي صلى الله عليه وسلم، حتى إنه لما سئل صلى الله عليه وسلم: (من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، ثم قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها) فلها من المنزلة رضي الله عنها ما لم يشاركها فيه أحد، فيكون الفضل مقسوماً بين خديجة رضي الله عنها، وبين عائشة، وكل لها فضل.