كذلك شهد النبي صلى الله عليه وسلم لغيرهم من الصحابة، يقول المؤلف رحمه الله: (وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها) ؛ اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وطاعة لأمره، وتصديقاً لخبره، يقول رحمه الله: كقوله: (الحسن والحسين) وهما الحسن بن علي والحسين بن علي رضي الله عنهما، سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيدا شباب أهل الجنة) أي: لهما السيادة على شباب أهل الجنة، والسيادة: هي العلو والشرف والارتفاع، فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لهذين الصحابيين الجليلين بالجنة.
يقول رحمه الله: (وقوله لـ ثابت بن قيس: (إنه من أهل الجنة)) وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقصة شهادته صلى الله عليه وسلم لـ ثابت بن قيس في الجنة مشهورة معروفة، وهي أنه لما نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2] اعتزل ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه في بيته وبكى، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: إنه يبكي لقوله تعالى: {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2] ، فإنه كان يرفع الصوت عندك، فهو جهوري الصوت، فخشي أن يدخل في هذه الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من أهل الجنة) فكانت بشارة له بأنه من أهل الجنة.
كذلك شهد النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة وشهد لـ بلال ولجماعة من الصحابة رضي الله عنهم بأنهم من أهل الجنة، فكل من شهد له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالجنة فإن من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم أن نصدقه في ذلك، وأن نشهد لمن شهد له صلى الله عليه وسلم.