ترتيب الخلفاء الراشدين في الفضل كترتيبهم في الخلافة

يقول رحمه الله: (لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي -أي بين أظهرهم- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي) .

الذي في الصحيحين وفي سنن أبي داود وفي غيرهما ذكر أبي بكر وعمر وعثمان دون ذكر علي رضي الله عنه، ولذلك قال: ثم نترك المفاضلة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، فقد أجمع الصحابة وأقر النبي صلى الله عليه وسلم على فضل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان، وأنهم في الفضل والسبق للصحابة ما لا يحتاج إلى منازعة ولا مناقشة؛ لكون الصحابة أجمعوا على هذا، ولكون النبي صلى الله عليه وسلم سمع ذلك منهم ولم ينكره، قال: (فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره) وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ولو شئت سميت الثالث) .

واختلف أهل العلم في الثالث، فقيل: إنه يعني نفسه.

وقيل: إنه يعني عثمان.

والصحيح والذي يظهر أنه يعني عثمان رضي الله عنه، وإنما امتنع من تسمية الثالث لكون كثير من أتباع علي رضي الله عنه في ذلك الوقت كانوا ممن وقعت منهم الفتنة في موضوع عثمان رضي الله عنه، وما جرى له من الحصار والخروج عليه رضي الله عنه، فخشي أن يبين الثالث فيكون ذلك سبباً لوقوع فتنة من أتباعه، ويقع في ذلك مزيد شر لأهل الإسلام؛ لأنه قد وقعت الفرقة وتشقق الناس وافترقوا إلى قسمين في مقتل عثمان رضي الله عنه، فخشي من زيادة الشر، فقال: (ولو شئت لسميت الثالث) ، فالذي يظهر أن الثالث هو عثمان رضي الله عنه.

يقول رحمه الله: (وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر) ، فـ أبو بكر رضي الله عنه أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، بل هو أفضل الناس بعد الأنبياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015