قال رحمه الله: (فالجنة مأوى أوليائه) أي: أي مصير ومآل أوليائه، والأولياء هم أهل التقوى، قال الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:62-63] ، فكل من حقق الإيمان واتصف بالتقوى فإنه من أولياء الله عز وجل الموعودون بالجنة، كما في الصحيحين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ، فالأولياء هم الصالحون الذين أصلحوا بواطنهم وظواهرهم.
قال: (والنار عقاب لأعدائه) ، وهم كل من حادَّ الله من أهل الكفر والمعصية، ولكنها متفاوتة؛ فالنار دركات: منها ما يكون للعصاة، ومنها ما يكون لأهل الكفر.
ثم قال رحمه الله: (وأهل الجنة مخلدون) ، وسكت رحمه الله عن ذكر حال أهل النار، لكنه أجاب عن حالهم بالآية، والسبب -والعلم عند الله-: أن أهل الجنة لا خلاف في أنهم مخلدون، فلا قائل من السلف ولا من الخلف بأن أهل الجنة لا يخلدون، لكن لما كان الخلاف في أهل النار قال المؤلف رحمه الله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف:74-75] ، فأتى بالآية الدالة على تخليد أهل النار.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.