قال: (ومن ذلك) ، أي: مما يجب التصديق به وإن لم ندرك حقيقته ولم نعقل كيفيته ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم (من أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فرد إليه عينه) .
وهذا الخبر جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله بعث ملك الموت إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه، فجاءه فقال له: إن الله أمرني بقبض روحك، فلطمه موسى ففقأ عينه، فرجع ملك الموت إلى الله جل وعلا وقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، فرد الله عز وجل على الملك عينه، وأمره بأن يذهب إلى موسى وأن يضع يده على جلد ثور فما وقع تحت يده من الشعر فله به سنوات من العمر) الحديث.
والشاهد من هذا الحديث هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من فقء عين الملك، فإن هذا مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وقد لا يدركه كثير من الناس، فعدم إدراكهم له وعدم تصورهم لذلك لا يعني أنه يسوغ لهم أن ينكروه وأن يردوه، بل الواجب عليهم أن يؤمنوا به ويقبلوه.
وهذا مثال آخر ذكره المؤلف لما يجب الإيمان به مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وصح به النقل مما غاب عنا ولم نعلم حقيقته وكيفيته.
والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.