واستدلوا على نفي الرؤية بقول الله تعالى لموسى: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] ولكن هذا الاستدلال في غير محله؛ لأن نفي الرؤية في قول الله تعالى: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] هو في تلك الساعة، ولو كان يستحيل أن يرى لقال لموسى: إنني غير مرئي، أو لا تمكن رؤيتي بالكلية، أما {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف:143] فهو نفي للطلب الذي طلبه في تلك الساعة، و (لن) لا تفيد تأبيد النفي كما زعمه بعض المعتزلة حيث قالوا: (لن) تفيد التأبيد، وقد رد عليهم أهل اللغة وأئمة اللسان وقالوا: إن (لن) لا تفيد التأبيد، فسقط استدلالهم.
وبقية الأدلة سالمة محفوظة من أن يطرأ عليها ما يناقضها أو يردها: {أَفَلَا يَتَدَبَرُنَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82] .