في بعض النسخ: (الكريم) وفي بعضها: (العظيم) ولا شك أن القرآن كريم، كما دل على ذلك القرآن، وعظيم أيضاً، أما القديم فلفظ أنكره شيخ الإسلام، قد يثبته على سبيل التنزل في الرد على بعض الخصوم مقروناً بالأزلي، القديم الأزلي، يعني المتناهي في القدم، وإلا القديم المفرد بدون الوصف بكونه أزلي فلم يرد في النص، في نص يعتمد عليه، وهو أيضاً لا يدل على التناهي والأولية، الله -جل وعلا- هو الأول فليس قبله شيء، ولا يقال: قديم، لماذا؟ لأن الحداثة والقدم أمور نسبية، فلو قدر أنك اشتريت آلة من الآلات إما سيارة وإما قلم أو نعل، أو ثوب، اشتريته العام الماضي، وفي هذه السنة اشتريت آخر فتأمر ولدك: ائتني بالقلم القديم، أو ائتني بالقلم الجديد، ما اشتريته في العام الماضي هو القديم، وما اشتريته في هذه السنة هو الجديد، فهل مثل هذا يمكن أن ينسب الرب، أو ما يتعلق به من كلامه بمثله؟ لا يمكن؛ لأنه قدم نسبي، لأنه قد يوجد ما هو أقدم منه، إنما هو قديم بالنسبة لما حصل بعده.
"فهو القديم المنزل" على نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
وأقول: قال الله جل جلاله ... والمصطفى الهادي ولا أتأولُ
يعني: أعتقد ما جاء على الله -جل وعلا-، وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام- مما يتعلق بالله -جل وعلا- من أسماء أو صفات أو أفعال على ما يليق بجلاله وعظمته، فلا أتأول، يعني أعتقد ما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- ولا أتأول ذلك، بل أُمرِّه كما جاء على ما سيأتي {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [(5) سورة طه] استوى، فلا أتأول، أترك الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، هذا هو التأويل عند المتأخرين، وقد يطلق التأويل على التفسير، وهذا كثير في كلام أهل العلم، وفي تفسير الطبري من أوله إلى آخره: القول في تأويل قول الله -جل وعز- كذا، في تأويل: يعني في تفسير؛ فالتأويل يطلق ويراد به صرف اللفظ عن احتمال الراجح إلى احتمال المرجوح، وهذا ما عليه أهل الكلام، والتأويل على القول الثاني هو التفسير، يطلق بإيزاء التفسير، ويطلق بإيزاء ما يؤول إليه الأمر، ومنه تأويل الرؤيا.
وأقول: قال الله جل جلاله ... والمصطفى الهادي ولا أتأولُ