المقصود أن القرآن كلام الله -جل وعلا-، في قول أهل السنة قاطبة، وهو قول سلف هذه الأمة وأئمتها، أنه كلام صدر من الله -جل وعلا- بصوت وحرف سمعه جبريل، وسمعه موسى، وسمعه محمد -عليه الصلاة والسلام- ليلة الإسراء.
"منه بدأ وإليه يعود" نطق به -جل وعلا- على الكيفية التي لا نعلمها، والمعتزلة رأيهم في كلام الله -جل وعلا- أنه مخلوق، خلقه في الهوى، أو خلقه في ذات جبريل، أو في ذات محمد -عليه الصلاة والسلام-، وحينما نادى موسى من الشجرة خلق الكلام في الشجرة، فالشجرة هي التي نادت موسى، عندهم حقيقة هي التي نادت موسى وقالت: إني أنا ربك، وحينئذٍ لا فرق بين قول الشجرة: أنا ربك، وبين قول فرعون: "أنا ربكم الأعلى" فيه فرق وإلا ما في فرق؟ ما فيه فرق؛ لأن المعتزلي يمكن أن يقول: كلام فرعون صحيح "أنا ربكم الأعلى" لأن الله -جل وعلا- خلق فيه هذا الكلام، ما المانع أن يقال مثل هذا؟ فقول المعتزلة وهو القول بخلق القرآن باطل، وكفر جمع من الأئمة من يقول به؛ لأنه يلزم عليه إبطال الشرائع.
والأشاعرة يقولون بالكلام النفسي، وأن كلام الله -جل وعلا- واحد تكلم في الأزل، ولا يتكلم بعد ذلك، والمعتمد عند أهل السنة أن كلام الله -جل وعلا- قديم النوع، متجدد حادث الآحاد، فهو معلق بالمشيئة، يتكلم متى شاء وإذا شاء وكيف شاء.
وأقول في القرآن ما جاءت به ... آياته. . . . . . . . .