محقق قد يكون قائل: هذه دعوى، ما الذي يشهد لها؟ نقول: يشهد لها واقع المنظومة ففيها تحقيق عقيدة السلف الصالح، ووصف عالم من العلماء بأنه المحقق، قال: فلان، قال: شيخنا الإمام المحقق، وأحياناً يقال: والتحقيق كذا، وصف العالم بالتحقيق لا شك أنها تحكي وجهة نظر الواصف، فقد تكون وجهة هذه النظر صحيحة لكون الموصوف ممن يعتمد على الكتاب والسنة، وقد تكون دعوى، وأحياناً إذا رجح قول من قبل بعض أهل العلم، يريد أن يرجح هذا القول لأنه راجح عنده، يقول: اختاره كثير من المحققين، هذه مجرد دعم لكلامه ولما يرجحه، ولا شك أن هذا الوصف إنما يحكي وجهة نظر المتكلم، وقد يكون محققًا من وجهة نظره؛ لأنه يوافقه في مذهبه الأصلي أو الفرعي، فتجد الأشعري يصف الرازي بأنه محقق مثلاً، وتجد الحنفي يصف إمام من أئمة الحنفية بأنه محقق، وتجد المالكي يصف فلان بأنه محقق، هذه كلها من وجهة نظر المتكلم، لكن هل تثبت هذه الدعوة عند التمحيص أو لا تثبت؟ هذا محل النظر، وكثير من الكتَّاب يدعمون أقوالهم بمثل هذا الكلام، وهي لا تؤثر على القارئ؛ لأن القارئ إن كان من أهل النظر فما يؤديه إليه اجتهاده هو التحقيق عنده، وافق قول هذا المحقق أو لم يوافقه، وعلى كل حال من يتثبت في أقواله وأفعاله محقق، من يعول على نصوص الوحيين محقق، أما من يخالف الكتاب والسنة مهما بلغ من المنزلة عند أتباعه فليس بمحقق.
اسمع كلام محقق في قوله ... . . . . . . . . .
"في قوله" في المسائل العلمية، فيما يقوله، فيما يلفظ به، وفيما يكتبه، وفيما يعمل به، فالقول يطلق على ما هو أعم من اللفظ، فيطلق على اللفظ فيما إذا كان الكلام بالقول باللسان، ويطلق على الكتابة، كما أنه يطلق على الإشارة، ويطلق أيضاً على الفعل "فقال بيديه هكذا" فالقول أعم من أن يكون ملفوظاً به.
اسمع كلام محقق في قوله ... لا ينثني عنه ولا يتبدل