فقال له: ابن عباس مالت به الدنيا ومال بها، ولذا تجدون العامة الآن يحرصون على أن يستفتوا هذا النوع من الناس، وإن كان في العلم أقل؛ لأن ما في قلوب الناس من العلوم وفي أذهانهم أمور لا يطلع عليها العامة، إنما يظهر لهم عباداتهم العملية فيثقون بهم، ويتجهون إلى سؤالهم، ولذا ينبغي أو مما يتأكد في حق طالب العلم الاهتمام بالعمل، ولا يكون الهدف من أجل أن يتجه إليه العوام بالأسئلة نظراً لما مهدناه أبداً؛ لأن العمل مطلوب، والعلم يقتضي العمل، وعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، لا بد من الاهتمام بالعمل بالنسبة لطالب العلم؛ لأن الذي يثبت العلم هو العمل، والكلام في النوافل، وليس الكلام في الواجبات؛ لأن الواجبات ما عليها مساومة، لكن الكلام في الإكثار من النوافل، وخير ما يعين على تحصيل العلم العمل به، ولا يقول طالب العلم: أنا والله أنا مشغول بالطلب، مشغول بالحفظ، مشغول بالفهم، مشغول بالتردد على الدروس، وعلى المشايخ عن العمل، لا، العمل أمر لا بد منه، فالإكثار من النوافل مطلوب من المسلمين عموماً، وعلى أهل العلم وطلابه على وجه الخصوص.