يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يسأل
"يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي" يا نداء، والمنادى هو السائل، فهل المقصود حقيقة النداء، أو يقال: إنه لمجرد التنبيه؟ لأن السائل أحيانًا شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- يُسأل، والسائل حاضر يمكن مناداته، وأحياناً يسأل والسائل غائب لا يمكن مناداته، وفي الرسالة الكيلانية التي كتبها شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في مائتي صفحة، قال: "كتبتها وصاحبها مستوفز يريدها" قدرة، جالس عندهم، يعني ما هو متربع، أو مضطجع ينتظرها، مستوفز، وشيخ الإسلام يكتب، والإنسان إذا أراد أن يحرر صفحة الآن يحتاج إلى وقت، بل قد يعرضها في الأوقات الخمسة، يكتبها بعد صلاة الصبح، ثم يراجعها بعد الظهر، ثم لعله يتبين له شيء، وشيخ الإسلام يكتب الكتاب في الساعة الواحدة، ما يحتاج الناس إلى قراءته في مدة طويلة، وكتب (الحموية) بين الظهر والعصر، والناس يدرسونها في سنة كاملة وما تنتهي، وكتابه (نقض التأسيس) كتبه في مدة يسيرة وحقق في ثمان رسائل، يعني في مدة أربعين سنة؛ كيف في مدة أربعين سنة؟ لأن كل واحد من هؤلاء الطلاب استغرق خمس سنوات في نصيبه، في الثُمن، الكتاب حقق في أربعين سنة، والله المستعان.
البركة، بركة الوقت والعلم والقلم السيال عند شيخ الإسلام شيء لا يخطر على بال، فكونه إن كان حاضراً لا مانع من أن يناديه، فيقول: يا سائلي هذا جوابك، وإن كان غائباً فلا يراد به حقيقة النداء.
والإخوان يقولون: إن المتن ما قرئ.
القارئ أين هو؟
تفضل.
بسم الله.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين يا رب العالمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ....
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله ... لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب الصحابة كلهم لي مذهب ... ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر علا وفضائل ... لكنما الصديق منهم أفضل
نعم، يقول المؤلف -رحمه الله تعالى- الناظم سواء كان شيخ الإسلام إن صحت النسبة إليه أو غيره من أهل التحقيق في المعتقد، يقول: