وفي المسائل التي ذكرها الشيخ محمَّدُ بنُ عبدِ الوهاب -رحمه الله- في كتاب «التوحيد»، استنباطاً من نصوص (باب الخوف من الشرك): أنَّ الرِّياءَ أخوفُ ما يُخَاف منه على الصالحين (?).

فعلى الإنسان أن يجتنب الرياء وأن يأخذ بالأسباب الواقية منه، وأن يسأل ربه أن يعصِمَه من الشركِ كُلِّهِ، صغيرِه وكبيرِه، ظاهرِه وخَفِيِّه، فالرياءُ هو شركٌ أصغرٌ وخفيٌّ.

فـ «القلب السليم» هو الذي سَلِمَ من هذه الآفات؛ من الرِّياءِ وغيرِه من أمراض القلوب؛ كالكِبْر، والحَسَدِ، وسوءِ الظنِّ بالله، والظنونِ الكاذبةِ، والغِشِّ وغيرِها، وهذه أمراضٌ قلبيَّةٌ معنويَّةٌ، وكلُّها تنافي سلامة القلب، لكن قد تصل إلى أن يموت بها القلبُ فيصيرُ ميِّتَاً، وقد يصيرُ مريضاً ثم يَصِحُّ، وقد يبقى على مرضه.

فأحوال القلوب تشبه أحوال الأبدان؛ فكما أنَّ الأبدانَ منها الميِّتُ، ومنها الصحيحُ، ومنها المريضُ، فكذلك القلوب، وأيضاً فإنَّ أمراض الأبدان تختلف، فمنها مرضٌ معضِلٌ ربما يفضي بصاحبه إلى الموت، وكذلك أمراض القلوب، نسأل الله السلامة والعافية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015