الأحاديث على مَن قال كلمة التوحيد نادِماً تائِباً (?).
وهذا المعنى قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض المواضع من كتبه (?) في توجيه بعض هذه الأحاديث، ومنها حديث صاحب البطاقة؛ بأن المراد مَن قالها على غايةٍ من الصدق والإخلاص على وجه الكمال والتحقيق للتوحيد، ثم لم يرتكب بعد ذلك ذنباًَ.
فما جاء عن البخاري فيه تقييد هذا بالتوبة، ومعلومٌ أنَّ مَن قال ذلك تائباً نادماً على ما سَلَفَ من ذنوبه، ثم بقي على هذه الحال حتى مات، فالأمر فيه واضحٌ، هذا محرَّمٌ على النار، والنار محرَّمةٌ عليه.
ومضمون ومنحى كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- ونَقَلَه بعضُ شُرَّاح كتاب التوحيد (?)، أنَّ المعنى: من قال هذه الكلمة مخلِصَاً كلَّ الإخلاص، وصادِقاً كلَّ الصِّدق، ثم ماتَ على ذلك؛ لأن هذه الحال توجب ألاَّ يُصِرَّ على ذنبٍ من الذنوب، فمن مات على هذه الحال من كمال تحقيق التوحيد، كان هذا التوحيد عاصِماً له من دخول النار، والله أعلم.