قال ابن رجب رحمه الله

Wوَنَظِيرُ هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشهَدُوا أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ» فَفَهِمَ عُمَرُ وَجَمَاعَةٌ مِن الصَّحَابَةِ أَنَّ مَن أَتَى بِالشَّهَادَتَينِ امتَنَعَ مِن عُقُوبَةِ الدُّنيَا بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ، فَتَوَقَّفُوا في قِتالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ، وَفَهِمَ الصِّدِّيقُ أَنَّهُ لا يَمتَنِعُ قِتَالُهُ إِلا بِأَدَاءِ حُقُوقِهَا، لِقَولِهِ صلى الله عليه وسلم «فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُم وَأَموَالَهُم إِلا بِحَقِّهَا [وحِسَابُهُم على الله]» وَقَالَ: الزَّكَاةُ حَقُّ المَالِ (?).

وَهَذَا الَّذِي فَهِمَهُ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه قَد رَوَاهُ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [صريحاً] جَمَاعَةٌ مِن الصَّحَابَةِ، مِنهُم: ابنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ وَغَيرُهُمَا (?)، وَأَنَّهُ قَالَ: «أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشهَدُوا أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ».

وَقد دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} [التوبة:5].

كَمَا دَلَّ قَولُهُ تَعَالَى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} [التوبة:11] عَلَى أَنَّ الأُخُوَّةَ في الدِّينِ لا تَثبُتُ إِلا بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ مَعَ التَّوحِيدِ، فَإِنَّ التَّوبَةَ مِن الشِّركِ لا تَحصُلُ إِلا بِالتَّوحِيدِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015