فكثير من الناس إذا سمعوا هذا الوعد حملهم ذلك على التقصير في العمل اعتماداً عليه، بخلاف أهل العلم والإيمان والبصيرة، فإنه لا تحملهم نصوص الوعد والفضل والفضائل إلا على مضاعفة الجهد والاجتهاد في العبادة.

فالعشرة المبشرون بالجنة رضي الله عنهم لم تزدهم هذه البشارة إلا جِدَّاً واجتهاداً، وهكذا أمثالهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، لا يأخذون من هذه البشائر ما يحملهم على البطالة والإخلاد إلى الدَّعَة، والتقصيرِ في الواجبات، بل لا يحملهم ذلك على التقصير حتى في الفضائل والنوافل والمستحبات، بل هم يعلمون أن ما بُشِّرُوا به من دخول الجنة إنما كان ذلك بالأعمال التي جعلها الله سبباً لبلوغ هذه المنازل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015