الإخلاص»، ثم أعاد المكتب الإسلامي طباعتها عدة مرات (?) باسم: «كلمة الإخلاص وتحقيق معناها»، ثم توالت الطبعات والتحقيقات حاملةً هذا الاسم، سوى الطبعة التي بتحقيق الشيخ صبري سلامة شاهين، فقد عَنْوَنَ لها بـ: «كتاب التوحيد».
وفي ظني أن تسمية الرسالة بـ: «كلمة الإخلاص وتحقيق معناها» أقرب لمضمون الرسالة من غيره، وأيضاً هو الاسم الذي طبعت عليه الرسالة واشتهرت به، فلا أرى موجباً لتغييره من غير برهان ساطع.
من الملاحظ أن ابن رجب -رحمه الله- لم يقدِّم بين يدي رسالته بمقدِّمة تبين موضوعها، بل شرع في المقصود دون مقدِّمات، وهذا ما جعل الشارح -حفظه الله- يميل أن هذه الرسالة أصلها دَرسٌ أو مجلسٌ وعظيٌّ، فاستُملِيَ عنه، ولم يكتبه ابنُ رجب على سبيل التأليف والتصنيف.
قلت: ولعل مما يؤيد هذا عدم تسمية هذه الرسالة باسمٍ خاصٍّ بها كما هي عادة ابن رجب -رحمه الله- في كثيرٍ من كتبِه ورسائِله التي كتبها على سبيل التصنيف والتأليف.
هذه الرِّسالة المختصرة يدورُ قُطبُ رَحَاهَا حول كلمةٍ عظيمةٍ جليلةٍ شريفةٍ هي كلمة التوحيد: «لا إلهَ إلا الله، محمَّدٌ رسولُ الله».
وتنبُع أهميةُ هذه الرِّسالة من أهمية هذه الكلمة العظيمة التي هي رأسُ الإسلامِ ومفتاحُ دارِ السَّلام، وعليها أسست المِلَّة ونُصِبت القِبلة، وعنها يُسألُ الأوَّلونَ والآخِرون، وهي منشأ الخلق والأمر، والثواب والعقاب، وبها انقسم الناس إلى مؤمن وكافر، وبرٍّ وفاجر.
وقد افتتح المؤلِّف -رحمه الله- رسالته بذكر جملة من الأحاديث الواردة في