قَالَ بَعضُ السَّلَفِ: كَانَ إِبرَاهِيمُ عليه السلام يَقُولُ: اللَّهُمَّ لا تُشرِكُ مَن كَانَ يُشرِكُ بِكَ بِمَن كَانَ لا يُشرِكُ بِكَ. كَانَ بَعضُ السَّلَفِ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلتَ عَن أَهلِ النَّارِ إِنَّهُم أَقسَمُوا بِاللَّهِ جَهدَ أَيمَانِهِم لا يَبعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ (?)، وَنَحنُ نُقسِمُ بِاللَّهِ جَهدَ أَيمَانِنَا: لَيَبعَثَنَّ اللَّهُ مَن يَمُوتُ، اللَّهُمَّ لا تَجمَع بَينَ أَهلِ القَسَمَينِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ.
كَانَ أَبُو سُلَيمَانَ يَقُولُ: إِن طَالَبَنِي بِبُخلِي طَالَبتُهُ بِجُودِهِ، وَإِن طَالَبَنِي بِذُنُوبِي طَالَبتُهُ بِعَفوِهِ، وَإِن أَدخَلَنِي النَّارَ أَخبَرتُ أَهلَ النَّارِ أَنِّي كُنتُ أُحِبُّهُ.
مَا أَطيَبَ وَصلَهُ وَمَا أَعذَبَهُ ... وَمَا أَثقَلَ هَجْرَهُ وَمَا أَصعَبَهُ
في السُّخطِ وَفي الرِّضَى ما أَهيَبَهُ (?) ... القَلبُ يُحِبُّهِ وَإِن عَذَّبَهُ!
وَكَانَ بَعضُ العَارِفِينَ (?) يَبكِي طُولَ لَيلِهِ، وَيَقُولُ: إِن تُعَذِّبنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، وَإِن تَرحَمنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ.
العَارِفُونَ يَخَافُونَ مِنَ الحِجَابِ أَكثَرَ مِمَّا يَخَافُونَ مِنَ العَذَابِ (?)، قَالَ ذُو النُّونِ: خَوفُ النَّارِ عِندَ خَوفِ الفِرَاقِ كَقَطرَةٍ فِي بَحرٍ لُجِّيٍّ (?).