الشرح

أَظهُرِكُمٍ، وَفي قَلبِي مِن الاشتِيَاقِ إِلَى رَبِّي مِثلَ شُعَلِ النَّارِ الَّتِي لا تَنطَفِئُ؟!. ‍

وَلَم أَرَ مِثلَ نَارِ الحُبِّ نَاراً ... تَزِيدُ بِبُعدِ مُوقِدِهَا اِتِّقَادَاً (?)

Qهذه الأقوال أقوالٌ منكرةٌ، واستشهاد المؤلف بها غير لائقٍ، وقد ذكرتُ سابقاً أنَّ بعضَ أهل العلم يكون عنده نزعة تَصَوُّفٍ فيتساهل بالاستشهاد بأقوال بعض شيوخ الصوفية.

وقوله -رحمه الله-: (نَارُ المحَبَّةِ ...) التعبير عن قوة المحبة وصدقها بـ «النَّار» هذا مما لا يليق في محبة الله ولا يصلح أبداً، وإنما يكون هذا في محبة العُشَّاق الذين يُعَانُون من عشقِهم، ومحبتُهم تلك هي -في الحقيقة- عذابٌ لهم يعذبون بها {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا} [التوبة:55].

فالمفْتُونُ بأمرٍ من المحبوبات حين لا يناله يبقى معذَّبَاً به بسبب تَوَقَانِه وتَعَلُّقِ قلبِه به، أما محبَّة الله فحاشا وكَلاَّ أن تكون ناراً أو عَذَاباً؛ فأنبياء الله ورُسُلِه وأتباعهم من المؤمنين في قلوبهم من محبة الله ما ليس في قلوب هؤلاء الصوفية، وهذه المحبة هي حلاوةٌ يجدونها في قلوبهم، فليست ناراً أو عذاباً، «ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أَحَبَّ إليه مما سِوَاهُمَا ... الحديث» (?).

فمحبةُ الله ليست ناراً، بل هي حلاوةٌ ونعيمٌ لقلوب المؤمنين، فالمؤمنون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015