وعلى أي حال فأهل التوحيد الخالص وعبادُ الله المخلَصون لا يعذَّبون، ولا يمسهم شيء من العذاب، بل هم يَنجُون كما قال تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} [مريم:72].

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} وكأن سياق كلامه يقتضي أنَّ هذا يقال يوم القيامة، ولا مانع أن يقال للنفس عند الاحتضار: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}؛ فهي ترجع إلى ربها بالموت، وترجع إلى ربها كذلك يوم القيامة (?)، وتدخل في عباد الله وفي كرامة الله، {فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}، {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}.

فالنفس المطمئنة ونفوس عباد الله الطيبين تؤول إلى الجنة وتدخلها بعد الموت، ولكن الدخول المستقِرّ على وجه التمام والكمال إنما يكون يوم القيامة، عندما تُرَدُّ الأرواحُ إلى الأبدان، ويُبعَثُ النَّاسُ من قبورهم، فهنالك يصير كلٌّ إلى ما يناسبه من الجزاء، {ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون - وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي العَذَابِ مُحضَرُونَ} [الروم:15 - 16]، {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا} [الزمر:71]، {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا} [الزمر:73].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015