قوي قلبه, واستهان بالحروب جراءةً وإقدامًا, فهو شجيع وشجاع, وبنو عقيل تفتح الشين حملًا على نقيضه وهو جبان, وبعضهم يكسر للتخفيف, وامرأة شجيعة بالهاء, وقيل فيها أيضًا: شجاع وشجاعة, ورجال شجعة بالكسر مثل غلام وغلمة, وشجعاء مثل شريف وشرفاء. قال أبو زيد: وقد تكون الشجاعة في الضعيف بالنسبة إلى من هو أضعف منه. وقد بقي عليه ألفاظ مما في القاموس, وإن كان هو بسط الكلام فيه أورده كما لا يخفى, كما بقي عليه المجد المصدر, والله أعلم.
(وجمعه) أي البطل: (أبطال). كما تقول: سبب وأسباب, والفعل منه بطل بالضم ككرم نظير حسن, فهو حسن, قيل: ولا نظير لهما في الصفات: لأن وردوها على الفعل محركة قليل. وفي لغة يقال: بطل يبطل كنصر, والمصدر البطالة بالفتح, والكسر لغة أيضًا, والبطولة بالضم ... سمي الشجاع بطلًا لبطلان الحياة عند ملاقاته, أو لبطلان العظائم به كما في المصباح, أو لأنه تبطل جراحته فلا يكترث لها, أو تبطل عنده دماء الأقران. وفي هذه المادة أبحاث بسطناها في شرح نظم الفصيح وغيره.
(ومثله) أي مثل البطل في معناه ودلالته على الشجاع بالجملة: (الكمي) بفتح الكاف وكسر الميم وتشديد التحتية, وكونه الشجاع كما قال المصنف هو الذي صدر به المجد, وقيده أكثر اللغويين بأنه الذي ينستر في سلاحه, وعليه اقتصر في الصحاح فقال: الكمي: الشجاع المتكمي في سلاحه, لأنه كمى نفسه, أي سترها في الدرع والبيضة. وقال السهيلي في الروض الأنف: الكمي الفارس الذي استتر في الحديد, أو الذي يستر شجاعته حتى يظهرها عند الوغى وعليه مشى شراح الحماسة والمعلقات