أولاهما (1) : قوله تعالى: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [سورة التوبة: الآية: 96] ، فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه المزح واللعب تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر، أو يعمل به خوفاً من نقص مال، أو جاه، أو مداراة لأحد أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها.
والآية الثانية: (2) : قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة} [سورة النحل، الآية: 106] . فلم يعذر الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعلم من هو منافق ومن هو مؤمن إيماناً خالصاً.
(1) يحث المؤلف رحمه الله على تدبر آيتين من كتاب الله عز وجل:
أولاهما قوله تعالى:} لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم {وهذه الآية نزلت في المنافقين الذين سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء.
فالمؤلف -رحمه الله- يقول إذا كان هؤلاء المنافقون الذين غزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك كفروا بكلمة قالوها على سبيل المزاح لا على سبيل الجد فما بالك بمن يكفر كفراً جدياً يريده بقلبه من أجل خوف فوات مركز، أو جاه، أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون أعظم وأعظم، فالواقع أن كلهم كفروا بعد إيمانهم سواء فعلوا ذلك استهزاء أو فعلوه على سبيل الجد والكفر، خوفاً أو رجاء، فإن كل إنسان يظهر الإسلام ويبطن الكفر فهو منافق على أي وجه كان.
(2) هذه هي الآية الثانية التي حث المؤلف رحمه الله تعالى على تدبرها وهذه الآية تدل على أنه لا يعذر أحد كفر بعد إيمانه إلا من كان