وإذا شدد الإنكار عليه وانقطعت حجته قال: "هذه مظاهر الكفر" وهذه الكلمة تخفي تحتها أن عقائدهم في التوحيد صحيحة سليمة.
ويعتذر بعضهم عن عامتهم: بأنهم جهال جهال، أو خرافيون، أو صوفية، أو ما قصدوا بعبادة أصحاب القبور إلا الله فلا يخرجون من دائرة الإسلام بهذه الأفعال وأشباه هذه العبادات التي فيها التهوين من شأن الشرك أو تسويغه.
لم يصرح لهم بالتوحيد الذي بعث الله به الرسل ولا بأن ما يفعلونه مثل ما كان يفعل عند اللاَّت والعزى وهبل، بل أعظم، حتى أن بعضهم يحلف بالله كاذباً ولا يحلف بمعبوده إن كان كاذباً1، بل إن بعض ينتسب إلى الإسلام بدلاً من أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله ينشدون:
أشهد أن لا إله إلا ... حيدرة الأنزع البطين2
وإذا أضيف إلى ذلك الشهادة لهم بالإسلام بموجب البطاقة "الهوية" أو بأن آبائهم كانوا مسلمين. فمتى يقلع هؤلاء عن دعاء الأموات والطواف بقبورهم والعكوف عندها وبناء المساجد عليها والذبح والنذر لها وسؤال أصحابها العون والمدد وغير ذلك من الشركيات والبدعيات التي الإسلام والمسلمون حقاً براء منها ومن أهلها؟ 3 ومتى يدخلوا في الإسلام المبني على خمسة أركان. ويسلم البعض الآخر من الإلحاد في الدين، واتباع طريقة العلمانيين (اللادينيين) ؟ ومتى تصحح عقائد الناشئين، ويعرفوا الفرق بين دين المرسلين ودين المشركين؟ ومن يتحمل إثم الأريسيين؟!!