. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجهل بالله تعالى وأسمائه وصفاته، وهو أعظم من الجهل بشرعه ودينه، فهو متغلظ جهله بأمرين: أحدهما أنه جهل بالتوحيد الذي هو أساس الملة، والثاني أنه جهل بشيء مستفيض واضح عند كل أحد، والجهل بالشيء المعلوم الواضح أعظم من الجهل بالشيء الخفي (فبيَِّنها له) يعني بيِّن له أن الدعاء والطلب عبادة، وأحد تعاريف العبادة: أنه ما أُمر به شرعاً من غير اطراط عرفي ولا اقتضاء عقلي، وقد أمرنا الله تعالى بدعائه وحده (بقولك: قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} 1) وهذه الآية تفيد ذلك؛ أنه يحبه ويرضاه، والأمر عبادة.
(فإذا أعلمته بهذا) إذا أعلمته أن الآية تدل على أنه عبادة (فقل له: هل علمت هذا عبادة لله، فلابد أن يقول نعم) لا يمكنه أن يجحد، فإن جحد سقط الكلام معه وعُرِف أنه مكابر وانتقل معه إلى الجلاد، إن أمكن (والدعاء مخ العبادة) كما في الحديث: "الدعاء مخ العبادة": (فقل له: إذا أقررت أنها عبادة ودعوت الله ليلاً ونهاراً، خوفاً وطمعاً، ثم دعوت في تلك الحاجة نبياً أو غيره) يعني بعبادة الدعاء (هل أشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد أنه يقول نعم) إن كان عنده التفات إلى الدليل؛ فإن من لازم إقراره بالثانية فبذلك انكشفن شبهته.
(فقل له: فإذا عملت بقول الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} 2