فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها كما قال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِير} قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يرد عليه تسليط أهل الشر في هذه الأزمان، فإنه بسبب إضاعته، وإلا دينُ رب العالمين محفوظٌ مؤمِّنٌ بحفظ من يقوم به. ولا تظن أنه يرد عليه إدالة أهل الباطل بعض الأحيان فإنه تمحيصٌ ورفعة وغرور لأهل الباطل. (وإنما الخوف على الموحد) العابد لله المستقيم على الوحيد (الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح) يذب به عن دينه وهو الحجة والسلاح لم يتعلم أدلة دينه، فهذا مخوفٌ عليه أن يُقتَل أو يُسلَب أو يبقى أسيراً في يد عدوه الشيطان وجنوده فيستزلونه عن الطريق السوي (وقد مَنَّ الله علينا بكتابه) الذي هو السلاح كل السلاح الأعظم. (الذي جعله تبياناً لكل شيء وهدى وبشرى للمسلمين) .
(فلا يأتي صاحب باطل بحجة) كائنةٍ ما كانت إلى يوم القيامة (إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها) يعرف ذلك من يعرفه، ويوفَّق له من يوفق، ويجهل ذلك من يجهله (كما قال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} ) أي بحجة أو شبهة، وهذه نكرة في سياق النفي، فشمل جميع ما يؤتى به {إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِير} 1.2