وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله إلا الله.

فإن الإله عندهم هو الذي يُقصَد لأجل هذه الأمور؛ سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو شجرة أو قبراً أو جنياً، لم يريدوا أن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

يريدون شفاعَتهم والتقرُّبَ إلى الله بذلك هو الذي أحلَّ دماءهم وأموالهم، عرفت حينئذٍ التوحيدَ الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإِقرار به المشركون) إذا تأملت ما مرَّ من قوله (إذا تحققت) وما عُطِف عليها، تبيَّن لك التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون، وعرفت حقيقته؛ أنه توحيد الألوهية والعبادة.

عبارة أخرى: فإذا عرفت إقرارهم بالربوبية هان عليك ما عليه المتأخرون واتضح لك دين المرسلين من دين المشركين.

(وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله إلا الله) لم يكتفِ بذكر التوحيد بل صرَّح لك بكلمته فقال: (هذا التوحيد) هو مدلول هذه الكلمة لا إله إلا الله؛ يعني أن يكون الإله المعبود هو الله وحده دون كل ما سواه، هذا التوحيد هو معنى قولك لا إله إلا الله مطابقة1 وهي التي وُضعت له، واشتملت على ركنين: النفي، والإثبات؛ نفي الألوهية عن كل ما سوى الله، وإثباتها لله وحده. ومعناها لا معبودَ حق إلا الله وحده؛ كلُ معبود سوى الله فعبادتُه وتألُّهه أبطل الباطل وأضلُّ الضلال.

(فإن الإله عندهم) أي عند أهل اللسان من قريش وغيرهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015