ودّ وسُوَاع ويغوث ويعوق ونَسْر

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وهو نسفه عبادة ووسيلة إلى عبادة أربابها؛ فلما رأى منهم الشيطان ذلك زين لهم تصويرهم. وهاتان الذريعتان -التصوير والعكوف- من أعظم الوسائل الموصلة إلى الشرك كما تقدم ويأتي.

ثم ذكر المغلوّ فيهم:

(ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) وكانوا أهل خير وعلم وصلاح، فماتوا في زمن متقارب، فأسفوا عليهم وفقدوا ما معهم من العلم، فزيَّن لهم الشيطان التردد إلى قبورهم واللبث عندها، ثم أوقعهم فيما هو أعظم من ذلك فقال ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه صار أهون عليكم من التردد إلى قبورهم واللبث عندها؛ فدلهم على تصوير تماثيلهم وقال إذا فعلتم ذلك كان أشوق لكم إلى الإكثار. من العبادة فكأنكم تشاهدونهم في مجالسهم وعلى حالتهم ولم يكن مفقوداً منهم إلا الأجسام فقط؛ ففعلوا. ثم انقرض ذلك الجيل وأتى جيل آخر لم يدروا لما صُوِّرت تلك الصور، فقال إن مَن كان قبلكم كانوا يستسقون بهم المطر، يعني يسألونهم ويزعمون أنهم يسألون الله لهم. فوقع الشرك في بني آدم بسبب الغلو في الصالحين، فهو الباب الأعظم المفضي إلى الشرك بالله.

ولما أرسله الله إلى قومه فدعاهم إلى عبادة الله وحده ولم يحبه إلا القليل أمره الله بصنع السفينة فصنعها، وأرسل الله على أهل الأرض الطوفان وأغرق جميع من عَصَوه.

ورُوي أن السيل ألقى هذه الأصنام في جدة لما أغرق قوم نوح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015