. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
العبادة.. إلخ، لا الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه (فالاستغاثة بالأنبياء يوم القيامة) من الثانية؛ فإنها استغاثة بحي حاضر قادر، هم مع الناس حاضرين قادرين في حياة أكمل من هذه الحياة الدنيا (يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف) فحقيقتها أن يرغبوا إليهم أن يسألوا الله ويدعوه (وهذا جائز في الدنيا) ولا محذور فيه (و) جائز في (الآخرة أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك) قادر على الكلام (وتقول ادع الله لي) لأنه متمكن؛ وكذلك الأنبياء مع الناس يوم القيامة متمكنون أن يسألوا الله ويدعوه (كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه) ذلك (في حياته) كما قالت أم أنس: "يا سول الله، خُوَيْدِمُك أنس ادع الله له"1 وكما قال عُكَّاشة بن محصن: "ادع الله أن يجعلني منهم"2.
(وأما بعد موته فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره) بل جاءتهم الكروب ولم يأت أحد زمن الحرة ولا غيرها بل يعدونه من أعظم المنكرات، فإن هذا هو الشرك الأكبر، ولعلهم أن ذلك مختص في حياته وأنه انقطع بعد مماته فلا يستغيثونه ولا يسألونه أن يدعو الله لهم أو يدعو له (بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله) وحده مخلصاً (عند قبره) قبر النبي يظنه أجوب كما أنكر علي بن